احتراف العرض التقديمي
أحد أكبر المخاوف التي تواجه الناس عند إلقاء خطاب هو رهاب المسرح. يسمّي البعض هذا الشعور بالضغط أو التوتر أو الخوف. في جميع الأحوال، إنّه شعور رهيب، وقد تشعر بدرجات أعلى من التوتّر عند تقديم عرض مهني أمام مديرك وزملائك.
طريقة السيطرة على التوتر والقلق عند تقديم عرض
أول نقطة عليك تذكّرها هو أن التوتر شيء جيد. بدون الشعور بالتوتر، لن نستمد أي طاقة. وبدون هذه الطاقة، لن نتمكّن من جذب انتباه الجمهور للاستماع إلينا.
لا تحاول التخلص من هذا الشعور بالتوتر، فذلك أمرٌ مستحيل، بل وظّف هذا الشعور لمصلحتك. قم بتحويل هذه الطاقة في جسدك وأخبر نفسك بأنّ هذا الشعور طبيعي وأن نبضات قلبك تتسارع لأن لديك شيء مهم تقوله. حاول أن تنفرد مع نفسك لبضع دقائق قبل العرض التقديمي. ابحث عن منطقة منعزلة تكون فيها لوحدك ومدّد جسدك ودرّب أحبالك الصوتية. جهّز أداتك، أي جسدك في هذه الحالة. استرخِ وهيئ نفسك واستعد للبدء.
قبل اعتلاء المنصة أو الدخول إلى الغرفة، كرّر في ذهنك الجملة الأولى. سيضمن لك ذلك أنك لم تنس شيئًا. وبعد ترديد الجملة الأولى بصوت مرتفع، ستتمكّن من الاستمرار بحديثك.
هناك عارض شائع آخر للتوتر قد يؤثر على الخطاب، وهو الفم الجاف. تذكّر أن تبقى مرتويًا واشرب الماء قبل البدء. وإن أمكن، احتفظ بقارورة أو كأس من الماء بجانبك في حال احتجت إلى احتساء الماء أثناء العرض التقديمي.
فوائد ممارسة تمارين الخطابة والإلقاء
يؤثر التوتر أيضًا على القدرة على لفظ الأحرف بوضوح. لمعالجة ذلك، قم بتمرين بسيط. ضع لسانك بين صف أسنانك العلوي والسفلي. أغلق أسنانك بإحكام على لسانك بدون أن تؤذي نفسك. انطق الجملة الأولى بصوت عالٍ مع إبقاء لسانك بين أسنانك. حرّر لسانك وتحدّث بشكل طبيعي. سيكون خطابك أكثر وضوحًا. يساعدك هذا التمرين على التكلم بوضوح وبشكل مفهوم. عند القيام بذلك قبل العرض التقديمي، ستتمكّن من التحدث بسلاسة من دون تلعثم.
تحدثنا في مقالات سابقة حول لغة الجسد والوضعية الصحيحة. عليك أيضًا الأخذ بعين الاعتبار فكرة التنقل في المكان. تذكر أن تضع يديك في المكان الصحيح وحاول أن تمشي أثناء الانتقال من فكرة إلى أخرى في خطابك. تحرك بهدف حتى تسلط الضوء على الانتقال إلى فكرة جديدة في حديثك. ولا تنس أن تنقل نظرك من جهة لأخرى. إذا كنت في قاعة كبيرة تضم أكثر من 100 شخص، انقل نظرك على خطّ متموج كما ذُكر في الفصل السابق، أي اتّبع خطًّا متموّجًا بعينيك وأنت تنظر إلى جمهورك. حاول أن تشرِك الجميع ولا تركّز فقط على مديرك أو على الأشخاص المهمين بنظرك.
انظر ثم تحدّث ثم انظر وتحدّث.
لا تثبّت نظراتك كثيرًا أو لفترة طويلة حتّى لا يشعر المستمع بعدم الراحة. تأكد من أن صوتك مسموع ومفهوم. ففي بعض الأحيان، لن يتوفّر لك ميكروفون أو لن يكون الميكروفون ضروريًا نظرًا لحجم الغرفة التي تقدّم فيها عرضك.
عليك التحدّث بصوت مرتفع ومفهوم وأن تلفظ الأحرف بوضوح قدر الإمكان. احرص على الحفاظ على وتيرة ثابتة وعدم التكلم بسرعة كبيرة واحرص على التشديد على بعض الكلمات. قد يكون الصمت أيضًا استراتيجية جيّدة. توقّف لفترة قصيرة بين جملة وأخرى وحافظ على انتباه جمهورك لفترة أطول.
طريقة الحفاظ على الهدوء عند الوقوع في خطأ أثناء عرض تقديمي
ومع ذلك، وعلى الرغم من جميع أنواع التحضيرات، قد تطرأ في بعض الأحيان مشاكل غير متوقعة. تُعتبر الهفوات في الذاكرة من الحالات الأكثر شيوعًا خلال العروض التقديمية المهنية. لا تشكّل هذه الهفوات مشاكل خطيرة، فقد تمرّ بدون أن يلاحظها أحد. قد لا يتنبّه الجمهور إلى وقفة مدّتها ثلاث ثوانٍ سبّبتها هفوة في الذاكرة. إذا تعرضت لمثل هذا الموقف، توقف لعدة ثوانٍ وخذ نفسًا لتعود مجددًا إلى المسار الصحيح. وحتّى إذا استمرّت هذه الهفوة في الذاكرة لفترة أطول، لن ينقلب الجمهور ضدّك. فهم لا ينتظرون خطأ منك. إنهم بشر مثلك تمامًا.
النصائح الأهم التي يجب استخلاصها من هذا القسم هي ثمّة سبب لتواجدك هنا، وهو أنّه لديك شيء مهم تقولة. اختصر في حديثك وتكلّم بصوت عالٍ وواضح. قل الكلمات بوضوح وانظر إلى جمهورك واحترم المدّة المحدّدة لك. والأهم من ذلك، ضع في الحسبان أنّ لا أحد يريدك أن تخفق أو يتوقّع ذلك. تحلّى بالثقة وتأكّد أنك الشخص المناسب لهذه المهمة.

Comments
Post a Comment