التغلب على حواجز التواصل وكسب الثقة
تلعب الثقة دورًا مهمًا في التواصل الشبكي، وخاصة إذا كان تواصلاً وجهًا لوجه. وهذا ما سوف تكتشفه في هذا المقال.
مزايا التواصل وجهًا لوجه
تكمن المزايا الرئيسية للتواصل وجهًا لوجه مقارنةً بالتواصل على الإنترنت في التواجد الفعليّ للشخص أو الأشخاص الذين تأمل التواصل معهم. عند تواجدك فعليًا وتفاعلك وانخراطك مع الآخرين، ستخوض تجربة لا يوفّرها التواصل على الإنترنت. إن لغة الجسد ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه والتواصل بالعين، جميعها عناصر للتواصل بين الأشخاص نعتبرها أمرًا مفروغًا منه، ولكنها تساهم في إثراء تجربة التواصل وجهًا لوجه.
ومن المهارات المهمة هي اغتنام الفرصة للتواصل والتصرّف بناء عليها. إذا كنت قلقًا من البدء أو المشاركة بالتواصل، لا تخف. قد لا يبدو أن ذلك هو الحال، إلا أن معظم الناس يشعرون بقليل من التوتر بمجرد البدء بمحادثة والتواصل مع الآخرين. ومع تزايد ثقتك بنفسك واقترابك أكثر من الأشخاص، ستبدأ شبكة علاقاتك بالتوسّع على نطاق أكبر.
أعتقد أن الجميع يشعر بالقلق عند التواصل، فأنت لا تعرف تمامًا ماذا تتوقّع. وأظن أن البعض يشعر أحيانًا أن عملية التواصل هي كالسير في غرفة مكتظة بأشخاص لا تعرف أحدًا منهم. ويجب أن تكون شخصيتك مثيرة للاهتمام ورائعة وأن تتجاذب أطراف الحديث مع الجميع قبل مغادرتك. ومع مرور الوقت، أدركتُ أنه ليس بالضروري أن تكون هذه هي طريقة التواصل. فقد تكون غالبًا من خلال التواصل المباشر وكذلك من خلال أشخاص تقابلهم في ظروف غير اعتيادية.
يمكن القول أن بعض الأشخاص يتمتعون بشخصيات تساعدهم على التواصل أكثر. ومن المحتمل أن تكون من ضمن هؤلاء الأشخاص الذين لديهم ثقة عالية عند التواصل الفعّال. ولكن من ناحية أخرى، إذا كنت جديدًا في التواصل الاجتماعي، فتلك المهارات قد لا تكون جاهزة لديك بعد. فأنت بحاجة لتنمية ثقتك بنفسك، وهنا يبرز دور التخطيط والتحضير.
أمثلة على كيفية كسب الخبرة في التواصل
سأكون صريحًا تمامًا هنا. كنت أحضّر أحيانًا لبعض الفعاليات وأقضي الكثير من الوقت في جمع المعلومات والتخطيط والإعداد لهذا الاجتماع المهم، ولم أستخدم أي معلومة جمعتها بالفعل. ومع ذلك، استطعتُ من خلال التخطيط والتحضير أن أحضر الاجتماع بكل ثقة وهدوء. وكان ذلك على ما أعتقد مماثلاً لآلية التكيّف. لذلك، يعد التخطيط والتحضير طريقة جيدة أحيانًا للاستعداد للحدث بدلاً من الدخول إليه بلا تحضير.
من خلال التواصل وجهًا لوجه، انخرطت في العديد من الفعاليات والمؤتمرات واللقاءات. وكانت مفيدة حقًا حيث يكون لديك الأفكار والاتجاهات التي تساعدك في مناقشة مواضيع مختلفة. ويكون لديك متسعٌ من الوقت للاسترخاء والتفاعل أكثر وجهًا لوجه مع عدة أشخاص. وتكمن أهمية ذلك في كونه يمثل نقطة اتصال تبدأ منها بالحديث حول أنشطة اليوم مثلاً، ومعرفة طبيعة عملهم ومناصبهم الوظيفية.
أعتقد أن الثقة تُكتسب مع مرور الوقت. الحل الأفضل هو البحث عن وجه ودود عند الدخول إلى الغرفة. ففي أحيانِ كثيرة، قد يعرف هذا الشخص أشخاصًا آخرين في الغرفة يمكنه تقديمك إليهم، ثم يصبح الأمر برمته أقل توترًا.
إرشادات للحد من التوتر أثناء التواصل
إذًا، كيف تقلل من التوتر الأولي لبدء حوار للتواصل مع أشخاص لا تعرفهم؟ أولاً، مفتاح التواصل الفعّال هو التحضير. ابدأ بتقييم الموقف. من سيكون هناك، وما الذي ترغب بتحقيقه؟ حاول أن تعرف مسبقًا إن كان هناك أشخاص تعرفهم، أو إن كان هناك شخص ترغب بالتحدث إليه وستلتقي به هناك. فإذا كان هناك أشخاص تعرفهم، تواصل معهم أولاً. غالبًا ما يكون الأمر أقل توترًا عند تقديمك إلى شخص جديد عبر صديق.
إذا بدأت التواصل ولم تعجبك فكرة الانضمام إلى مجموعة كبيرة، توجّه إلى شخص منفرد. قد تجد آخرين أكثر استعدادًا للانضمام إليك في مجموعة أصغر. كما توفر المجموعات الصغيرة فرصة لفتح مزيد من المحادثات التفصيلية.
إذا لم تشعر بالثقة الكافية لتكون المتحدث الأساسي، وظّف نقاط قوتك واستمع للآخرين عبر طرح أسئلة مفتوحة. يحظى المستمع الجيد بتقدير الآخرين ومنهم من يستمتع بالحديث عن نفسه لفترات طويلة أحيانًا. السماح للآخرين بالحديث أولاً سيمنحك الوقت للتفكير في موضوع مفيد للمساهمة في المحادثة. وفي النهاية، تذكّر أن تأخذ فترة استراحة دائمًا. قد يكون الاستماع للآخرين باهتمام والإجابة على أسئلتهم متعبًا، لذا احرص على مغادرة الغرفة بين حين وآخر.

Comments
Post a Comment